الأحد، 29 أبريل 2012

حاجات ضرورية لكبار السن 


1-  تصميم البرامج والمشروعات التي توفر للهرمين أوضاعاً حياتية وحقوقية وإنسانية أفضل، تضاعف من قدراتهم على المشاركة، والإسهام بخبراتهم ومؤهلاتهم في مسيرة البناء، بما يساعد على شغل فراغهم وتسليتهم، بدلاً من قضاء الوقت في النوم والراحة الطويلة المدة، وكأنهم ينتظرون الموت كل ساعة، .كما أن في إيجاد مثل هذه المشاريع ضماناً لاستقلالهم، وتجسيداً لتطلعاتهم، وصوناً لكرامتهم وعدم إهدار إنسانيتهم
............
2- الأخذ بعين الاعتبار حين إنشاء المشاريع والتخطيط للمستقبل  أهمية    السمات الجسمية والنفسية والاجتماعية لهذه الفئة والاعتبارات الثقافية الموجودة في المجتمع
................
3-  الرعاية والعناية واجب إنساني وحق للهرم في ظل مجتمع متكافل مسلم ...يطبق تعاليم الشريعة الإسلامية الصالحة في كل زمان وفي كل وقت هذه العناية تأخذ أساليب الخدمة الاجتماعية الوقائية والعلاجية والإنمائية بالإضافة إلى إتاحة ادوار نشيطه ومفيدة لكبار السن
...........
4- رصد وتلبية احتياجات كبار السن النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والترويحية، وتنمية قدراتهم وخبراتهم ومهاراتهم الإنتاجية في مجالات أعمال مناسبة
...............
5-.توعية المجتمع بأهمية الرعاية التي يقدمها الأبناء وأنها أفضل من الرعاية التي تقدمها الدولة أو الجمعيات الخيرية في رعاية الهرمين  حتى وإن  كان الابن فقيراً أو لديه مشاغل لأنه كما أن الأسرة هي المكان الأصلح لاحتضان الطفل وتنشئته فهي كذلك المكان الأصلح للبقاء حين الكبر والهرم
....................
6- ينبغي أن نعمل على تشجيع الهرم  على مقابلة الأفراد والزملاء، والقيام بالرحلات غير المرهقة إذا تيسر وسمحت الظروف، وحضور الندوات والمشاركة فيها، وخاصة في موضوعات الساعة، والندوات الثقافية والعلمية والدينية
........
7- تكليف الهرم ببعض المسئوليات العائلية و إشراكه بالمناسبات الاجتماعية والعائلية ومحاولة البحث في أسباب الحزن والضيق والمشكلات التي تواجهه  ومساندته للتخلص منها
....................
8- أدعو المجتمع بأسره إلى التواصل مع الهرمين بالزيارة والمؤانسة وتفقد أحوالهم، والإنفاق عليهم أن لم يكن لهم أبناء ، فأقاربهم  إذا لم يستطيعوا ذلك فإن على ولي الأمر أن يتدبر له ضروريات الحياة من طعام وشراب وكساء وبيت وعلاج، أليس الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من خلف مالا أو حقا فلورثته ومن خلف كلا أو دينا فكله إلي، ودينه علي رواه البخاري ومسلم
.......................
9- دعوة المجتمع إلى ضرورة إعطائهم حق و الأولوية عند مراجعة الدوائر الحكومية والخاصة، وفي أماكن التجمع والازدحام
.................
10-  السعي لحصولهم على حقهم من الرعاية الصحية الأولية، والمتمثلة في حصول الهرمين  على نصيب عادل من الخدمات الصحية بما يتناسب مع احتياجاتهم
.............
11- التثقيف الصحي للمترددين على تلك العيادات … أي أن يكون هناك تخصص في طب الهرم
.......
12- إنشاء خدمات طب الهرمين ، وهذه الخدمات تضم طاقماً متعدد الاختصاصات، ومنهم الطبيب والممرضة والاختصاصي والاجتماعي والنفسي وغيرهم. ولابد من وجود أقسام أو مستشفيات وقفاً على أمراض الهرم، والعناية الصحية بالهرمين  ليست محصورة في مستشفى أو عيادة بل هي نظام يمتد إلى المنزل والمؤسسات والمجتمع
..............
13- إقامة جمعيات يشمل نشاطها الاهتمامات التي تلائم كل متقدم في السن                                        
......                                                                                                                                                                                         
14- قيام الأخصائيين الاجتماعيين، وطلبة الطب،وهيئة التمريض بزيارات دورية لمن لا يستطيع منهم مغادرة المنزل . وتخصيص عيادات خاصة برعاية الهرمين لمن يستطيع منهم الحضور، تقوم بالكشف الطبي الدوري، وكذلك علاج الحالات المرضية، وتقديم الخدمات التأهيلية مثل النظارات الطبية أو أجهزة السمع أو أجهزة المساعدة على المشي،
..................
15- عمل مراكز رعاية الهرمين صحياً واجتماعياً، ونفسيا وعدم عزلهم عن المجتمع
....................
  16- إيجاد ورشات عمل تدريبية في مجال التخطيط الاجتماعي لكبار السن،
..............
17- معاملة المسنين في جميع الحقوق والمقررة بما يناسب ظروفهن.
.........
18- إيجاد و تخصيص برامج ترفيهية ونشاطات للهرمين في القنوات المسموعة والمرئية  وفي المناسبات المختلفة
.........
19- وقد تضطر بعضهم إلى الالتجاء إلى دار المسنين، وقد تكون الإقامة بصفة دائمة أو تكون نهارية؛ ولكن ينبغي أن تعد تلك الأماكن بطريقة علمية مدروسة، تعلم خفايا وأسرار تلك المرحلة من العمر، وكيفية التعامل معها، وألا تتعامل بمفهوم أنها منزل للسكن والطعام أو النوم، وأنما هو مجتمع مثمر في نشاطات وعطاءات.. كل حسب قدرته
.............
20- أن لا تكون الرعاية فئة أخرى على حساب رعايتهم ولكن المطلوب التوازن وعدم الدمج لان كل فئة عمرية  وكذلك كل حالة  تختلف في تعاملها واحتياجاتها عن الفئة الأخرى فمسألة رعاية الهرمين لا بد أن تأخذ بعدة أبعاد اجتماعية ونفسية واقتصادية بجانب البعد الأخلاقي في تقديم الخدمات ....
21- أن تكون هذه الدور داخل الأحياء وغير معزولة  و بإمكان  الهرم  حضور صلوات الجمع و الجمعات مع أهل الحي ومشاركتهم المنسبات الاجتماعية المختلفة والتي تقام في الحي
21- إنشاء جمعيات ومراكز تعمل على تثقيف المجتمع بطبيعة هذه المرحلة  وضرورة رعايتها وتقبلها كمرحلة عمرية لا مفر منها
22- إنشاء جمعية خاصة لحماية حقوق الهرمين  لمنع ضعاف النفوس من الإساءة لهذه الفئة
23- إنشاء لجنة تتابع أوضاع الهرمين  في أماكن إقامتهم  لتقييم حالتهم ومعرفة   مدى استقرار أوضاعهم


الاستعداد للاخرة

أولا......... ماذا يجني الهرم من طول عمرة؟؟
1- أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم دعا لبعض أصحابه بطول العمر، ولو كان طول العمر شراً للمؤمن أو سوءاً ما دعا به صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه ولما شرع لأمته من بعده أن تدعو به،  2-دلّنا الرسول صلى اللّه عليه وسلم إلى بعض الأعمال الفاضلة التي بسببها يطول عمر الإنسان، ومن ذلك: بر الوالدين، وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وتقوى اللّه.
 ولقد فسر بعض العلماء رحمهم اللّه زيادة العمر بأنها البركة في العمر، وبعضهم أوَّلَها بالذكر الحسن بعد وفاة الإنسان فلا يضمحل ذكره في الدنيا سريعاً، وبعضهم قال: إن الزيادة في العمر هي الذرية الصالحة يدعون له من بعده وقيل إن المقصود نفي الآفات، والزيادة في الأفهام والعقول، كما قيل إن المقصود بزيادة العمر: السعة في الرزق والزيادة فيه.
 والذي يترجح أن زيادة العمر الواردة في الآثار السالفة هي زيادة في العمر على حقيقتها إذا عمل الإنسان لذلك وقام بالأسباب التي تزيد في العمر والمذكورة في الآثار السابقة
ثانيا ....هل يهرم المسلم
هناك من المفسرين من ذكر أن بعض المؤمنين يستثنون من حالة الرد إلى أرذل العمر. قال القرطبي رحمه الله: "إن هذا لا يكون للمؤمن - يعني الخرف والرد إلى أرذل العمر -، لأن المؤمن لا ينزع عنه علمه"، وورد عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: "ليس هذا في المسلمين لأن المسلم لا يزداد في طول العمر والبقاء إلا كرامة عند الله وعقلاً ومعرفة"، كما نقل عن عكرمة قوله: "من قرأ القرآن - أي حفظه - لم يرد إلى أرذل العمر حتى لا يعلم بعد علم شيئاً"، وقال طاووس: "إن العالم لا يخرف"، وذكر السيوطي عن عبدالملك ابن عمير أنه قال: "كان يقال: إن أبقى الناس عقولاً قراء القرآن"، كما ذكر ابن أبي الدنيا عن الشعبي أنه قال: "من قرأ القرآن لم يخرف".
وقال الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسير الآية السابقة: "وقال بعض العلماء: إن العلماء العاملين لا ينالهم هذا الخرف، وضياع العلم والعقل من شدة الكبر، ويستروح لهذا المعنى من بعض التفسيرات في قوله تعالى:
ثم رددناه أسفل سافلين 5 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6 صلى الله عليه وسلم التين: 5، 6} وأن الاستثناء في قوله تعالى: إلا الذين آمنوا يدل على أنهم لا يصلون إلى حالة الخرف وأرذل العمر، ولأن المؤمن مهما طال عمره فهو في طاعة وفي ذكر الله، فهو كامل العقل، وقد تواتر عند العامة والخاصة أن حافظ كتاب الله المداوم على تلاوته لا يصاب بالخرف ولا بالهذيان"، ثم استرسل في ذكر بعض الشواهد الواقعية التي شاهدها بنفسه وتدل على صدق وما ذهب إليه من أن حافظ كتاب الله المداوم على تلاوته لا يصاب بخرف الشخوخة، وهذا القول ليس بجديد، ولم يقل به الشنقيطي فقط، بل قال به عدد من أئمة الأمة وعلمائها، ومنهم: ابن عباس، وعكرمة وقتادة، وعطاء، وابن جرير الطبري.
**وعدم الرد إلى أرذل العمر قد يكون بسبب أن غالب المسلمين لا تبلغ أعمارهم أكثر من السبعين وفق الحديث السابق، كما قد تكون بسبب ما ذكره العلماء والمفسرون وشراح الأحاديث
لا يصل إلى مرحلة الهرم من المسلمين إلا القليل:
ومن المعلوم والمقرر عند علماء الإسلام أن غالب المسلمين لا يصلون إلى مرحلة الهرم التي تحدث فيها هذه التغيرات المتعددة التي سبق ذكرها، وما يصاحبها من تدهور صحي، وبدني، واجتماعي، ونفسي، واقتصادي. والقليل من المسلمين هم الذين قد يصلون إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمر، ذلك أن أعمار المسلمين غالباً بين الستين إلى السبعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك" وهذه المرحلة كما ذكر في تعريفها، أنها تبدأ بعد السبعين
وغالبا أن المسلم الملتزم بدينه في حياته لا يتعرض لمرحلة أرذل العمر ولله الحمد في
.
ثالثا الاستعداد للآخرة

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : أخذ رسول الله بمنكبي فقال : « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ».

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. [رواه البخاري].
وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنا ومسكنا، فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر: يهيء جهازه للرحيل، قال تعالى:{ يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار } [غافر:39].

واخرج ابن ماجة عن عمر قال سئل رسول الله rأي المؤمنين أكيس قال (أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس )
فعلى المسلم أن يترك طول الأمل والاغترار بالدنيا وهو داء عضال يورث الكسل عن الطاعة والتسويف بالتوبة والرغبة في الدنيا والنسيان للآخرة والقسوة في القلب لأن رقته وصفاءه إنما يقع بذكر الموت والقبر والثواب والعقاب
*ومرحلة الاستعداد للآخرة لا تأتي فجئه بل  تبدأ مع بداية الإنسان ودخوله سن التكليف فعلى المسلم أن يبتدر بالأعمال الصالحة من صغره وأن لايسوف أو يعجز فإن الأعمال تستمر مع أصحابها وقد  أثبتت الدراسات إن الأعمال التي  يمارسها الإنسان  في شبابه باستمرار  وتعودها وأحبها يصعب عليه حين الكبر الانفكاك عنها أو تركها وقد يعملها حتى وان كان فاقد للوعي وهذا ما يحتاجه الهرم حين يفقد ذاكرته إن يأخذ في تلك الأعمال الصالحة ويترنم بتلك الأذكار أو أن يقرأ  القران كما كان حال صحته وشبابه  كما علية أن يبادر إلى أعمال صالحة تبقى بعد موته ويصله ثوابها وقد قال  صلى الله علية وسلم( سبع يجري للعبد أجرهن و هو في قبره بعد موته : من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته
( البزار سمويه ) عن أنس[1]
كما إن عليه التوبة
ما من مخلوق إلا وقدر الله عليه أن يرتكب إثماً ويقترف خطأ، وما من مخلوق إلا وقدر أمر بالتوبة إلى الله، والرجوع عما اقترفه من الآثام، والاستغفار منها، والإنابة إلى الله سبحانه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول اللهe : " كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين"، وقد حث الإسلام على التوبة، قال تعالى: ]إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
الاستمرار على الأعمال الصالحة
فإن كان الإنسان ممن امتن الله عليهم بالأعمال الصالحة فعلية إن يستمر فيها ويتمسك بها وقد قيل الاعمل بآخرة والعمل بخواتيمه  لعل الله إن يختم له بعمل صالح يقبضه عليه كما جاء عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عليكم ألا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بما يختم له فإن العامل يعمل زمانا من عمره - أو برهة من دهره - بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة ثم يتحول فيعمل بعمل سيئ وإن العبد ليعمل زمانا من عمره بعمل سيئ لو مات عليه لدخل النار ثم يتحول فيعمل بعمل صالح وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ) قالوا : يارسول الله وكيف يستعمله ؟ قال : ( يوفقه بعمل صالح ثم يقبضه عليه[2] )
كما أن علية  أداء حقوق
حقوق الله تعالى وذلك  بالمحافظة على الفرائض والنوافل و الإكثار من الاستغفار ودوام ذكر الله عز وجل بالأدعية المأثورة عن الرسولe
 حقوق العباد ورد المظالم وطلب العفو والصفح على ما بدر من تقصير أو خطاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال ( أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان

وان يحرص على الإنفاق في سبيل الله وبذل المال أخرج البيزار عن أبي هريرة قال :جاء رجل إلى النبي r فقال :يا رسول الله ! مالي لاأحب الموت .؟ قال الك مال؟ قال نعم ,قال قدمه فإن قلب المؤمن مع ماله إن قدمه أحب أن يلحق به,وإن أخره أحب أن يتاخر معه
ويجب على الهرم أن يشغل فراغه بفقه الشرع والعمل به قدر جهده ويجب على الهرمين  أن يكونوا قدوة حسنة لأولادهم وأحفادهم في كل شيء من مناحي الحياة ولاسيما في علاقتهم بالله جل شأنه كما علية أن يستدرك مافاته من عمرة و خصوص  إن كان من أهل التقصير                                                                                                                                                                               
ونلاحظ أن هناك بعض الهرمين ممن ينشغل بطلب العلاج والدواء لما حل به ويتكلف ذلك وينسى الاتكال على الله وطلب العون منه فيأخذ ذلك منه جل وقته وينسى في معمعة هذا البحث رحلة التي قد دنت فلا يتجهز لها بما يلزمها
وعلى جانب أخرى نرى هرمين يجهدون أنفسهم في الطاعات في أمور قد رخص الله لهم فيها لكنهم يبذلون من المشقة ما قد يوصلهم حد التلف والله سبحانه لا يريد أن يشق على عباده بل جعل دينه يسرا وسهوله
حسن الظن بالله
عن ثابت عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك ؟ قال والله ! يا رسول الله ! إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف)[3] فعلى المسلم أن يثق في الله وفي كرمه وانه ارحم بعباده من الوالدة بوالدها وأن ما عنده خير لعباده وأبقى



[1] قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 3602 في صحيح الجامع
[2] قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح على شرط الشيخين

[3] قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا

الاعتراف بحقوقهم  ومنها
1-ومن  حق المسنين في ان يعاملوا على انهم شريحة سكانية غير صغيرة، وانها آخذة في التزايد
2- الحق في البقاء في منازلهم مع عائلاتهم وعدم حرمانهم من ذلك إلا بما تقتضيه ظروف العلاج والرعاية المتخصصة
3- الحق في تنفيذ وصاياهم الشرعية ونظارة أوقافهم بأمانة
5- الحق في معيشة آمنة وحماية من الاعتداء.
 
6-الحق في العلاج
7-الحق في التواصل الاجتماعي مع الشرائح العمرية الأخرى وعدم عزلهم
8-الحق في اعطائهم الأولوية عند مراجعة الدوائر الحكومية والخاصة، وفي أماكن التجمع والازدحام.

متطلبات رعية الكبار
1-ضرورة توقير الكبير واحترامه وتقديره تقرباً إلى اللّه، وانتظاراً للجزاء الحسن من اللّه لقاء ذلك، فلقد ذكر بعض شراح الحديث "ما أكرم شابٌ شيخاً لسنه إلا قيّض اللّه له من يكرمه عند سنه" إن الشاب إذا أكرم شيخاً ووقره قيض اللّه من يكرمه عند كبره
2- التعرف على الخصائص التي يتصف بها الهرم حال كبره، والتي سبق ذكرها وما يصاحبها من تغيرات ، حتى تكون هي المداخل التي يسلكها الشاب لتحقيق التوقير والاحترام المطلوب لكبير السن
3- العمل على إخراج الهرم من حالة العزلة، وإدخاله في الدورة الاجتماعية الطبيعية بما يناسب مكاناته النفسية والجسدية وتاريخه الاجتماعي، يعد جزءاً أساسيا من مفهوم رعاية المسنين في المنظور الإسلامي . وذلك لأن الشعور بالعجز والبطالة والكسل والاعتماد على الآخرين، هو الذي يساهم في تردي أوضاع المسنين في الكثير من البلدان والمجتمعات
4- ولا بد أن يطلق لطاقاته وقدراته العنان في أعمال تعود بالنفع عليه وعلى أسرته ومجتمعه وأمته ودينه.
5- إن إكساب الهرم الثقة بالنفس من العوامل المفيدة التي تعينه على تجاوز صعابه وتغيير تصرفاته
6- تقديم  الدعم المعنوي له ومساعده على الشعور بالأمان والاطمئنان
7- دعوته إلى الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى ليغفر له ما مضى من ذنوب ومعاصي ويعينه على تحمل ما بقى من مصاعب وآلام ، فالهرم في هذا العمر أحوج ما يكون إلى الصفاء الروحي مع خالقه جل وعلا
8-  ، العمل على بث الإيمان في قلبه ، بذلك نعينه على تخطي صعاب الدنيا والفوز في الآخرة
9- عدم تعييب الهرم المريض بمرضه ، فلا ينعت بالخرف في حال نسي أمراً ما، ولا ينعت بالعجز إذا لم يتمكن من إتمام عمل ما، إن مثل هذه التصرفات تلعب دورها في الإسراع في بدء التدهور الصحي والذهني لدى المسن
10- عدم تعنيفه عند حدوث خطاء منه نتيجة حالته الصحية مثل تعنيفه بسبب تبوله على الفراش
أو تركه مجال لسخرية والتندر من الكبار والصغار
11- عدم جعل حالته الصحية ومدى ما وصل إليه من التدهور مجال للحديث والنقاش مع كل احد لأنه شخص له كيانه والواجب أحترم خصوصيته وهذا مما يساعد على راحته النفسية
12- حسن توجيه الهرم وتعريفه بالتغيرات التي تحصل داخل جسمه ، والتي تفرض عليه في بعض الأحيان تغيير نمط الطعام، فإذا عانى المريض من سوء الهضم فإنه قد لا يعلم أنه يجب عليه أن يغير طريقة تناول طعامه ونوعيته لتوافق التغيرات الجسمية التي تحدث بجهازه الهضمي في هذه المرحلة من العمر .
13- الثناء عليه  وإطراءه وتشجيعه وبيان محاسنه ، فإذا تحدث الهرم عن ماضيه واستعرض ذكرياته في كل مناسبة ، ولو تكرر الأمر كثيراً ، فلا ضرر من أن نستمع إليه ونمتدح إنجازاته الماضية لإن لهذا المدح أثره النفسي الهام في حياته الانفعالية فهو يبعث لديه الإحساس بالرضا والهدوء. أما إذا لم تفعل هذا الأمر فإن المسن يشعر بالاضطهاد والفشل مما يدفعه إلى اتخاذ سلوك معادٍ لك وللآخرين فيحوِّل الاضطهاد الذي يقع عليه إلى اضطهاد للآخرين .
14-  أهمية مراعاة الاتجاهات الفكرية لدى الهرم التي نمت وتطورت عبر السنين وهنا يتضح دور الاخصائي الاجتماعي في مساعدة الهرم للوصول به الى درجة التوافق النفسي والاجتماعي والتكيف مع البيئة التي يتعايش معها
15-  توطيد التقارب الفكري بين الأجيال وردم الهوة بتوفير الإرشاد الاجتماعي والنفسي وللاستفادة من خدمات مؤسسات المجتمع المحلية
16- استثمار قدرات الهرم مهما كانت قليله أو ضعيفة ومحاولة توظيفها في تقديم العلاج التأهيلي الشامل وتدعيم التوافق لكبار السن ...ومن أوتي ألحكمه فقد أوتي خيرا كثيرا وكبير السن لديه من الحكمة والخبرة بالحياة مالا نجده في مذكراتنا الجامعية
17-وهناك رعية من نوع اخر وهي تلك التي تقدمها دور الرعاية
ويطلق عليها الرعاية الإيوائية وهي نوعان
: حكومية... وهي الدور التي تنشائها الدول كي يقيم فيها كبار السن الذين في الغالب  ليس لهم أبناء أصلا وأن أبنائهم تخلوا عنهم وعن الواجب إتجاههم لسبب أو أخر
الرعاية الإيوائية الأهلية.....وهي دور اهلية أنشت كي يقيم فيها الكبار السن في حال تخلى الأسرة عنهم  لعدم وجود من يقوم على العناية بهم  لسبب أو لأخر أو رغبة الهرم العزلة عن مجتمعة في هذه الدور لسبب أو أخر
وفي الدراسة أجريت على المسنين في دور الرعاية في السعوديه
خرج منها الباحث الاستاذ عبدالله بن ناصر السدحان بنتيجة هي انه لم يوجد سوى18 حالة فقط، كان سبب دخولهم دور الرعاية تخلي الاسرة عنهم، ونسبتهم 9,3% لمجموع من في دور الرعاية الاجتماعية، اما البقية فهم ممن لم يتزوجوا أصلاً، أو لم يوجد لهم أبناء أو بنات أو احفاد، حيث جزم بانه لا يوجد تخل حقيقي من قبل الأبناء تجاه الوالدين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية

ماذا قدم الإسلام لكبار السن؟؟
ولئن كانت هذه الرعاية تمتد طوال حياة الإنسان فإن ما يهمنا هنا المرحلة الأخيرة منها وهي مرحلة الهرم، لقد تزايد في الآونة الأخيرة التنادي بالاهتمام بهذه الفئة، وإن كان هذا التنادي بين الدول المعاصرة لم يبرز إلا في السنوات الأخيرة، فإن الإسلام قد نظم هذا الأمر وأكد عليه قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، ولقد انعكس ذلك على سلوك وممارسات المسلمين في تعاملهم مع المسنين وليس هذا فحسب، بل إن الرعاية التي منحها الإسلام لهذه الفئة تمتاز بشموليتها وتنوعها.
ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن ما يقدم لكبار السن في العالم الإسلامي يرتكز أساساً على عقيدة إسلامية متينة، تحث على احترام الكبير، وتوقيره، وتقديمه في جوانب شتى من جوانب الحياة المختلفة فالهرم في المجتمع المسلم يعيش في كنف أفراده ويجد له معاملة خاصة تتميز عن الآخرين ولم تقتصر هذه الرعاية والعناية على الهرم المسلم، بل امتدت يد الرعاية لتشمل حتى غير المسلم طالما أنه يعيش بين ظهراني المسلمين، فهاهي كتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة موقف عمر رضي اللّه عنه مع ذلك الشيخ الكبير الضرير، فيذكر أبو يوسف في كتابه الخراج "أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه مرَّ بباب قوم وعليه سائل يسأل، شيخ  كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن. قال: فأخذ عمر رضي اللّه عنه بيده فذهب به إلى منزله، فرضخ له من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، فواللّه ما أنصفناه إذ أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم، ثم قرأ قوله عز وجل: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.
 - ولقد امتدت يد الإسلام الحانية إلى كبار السن حتى في حالة الحرب مع الأعداء؛ ففي الوقت الذي لم يعرف العالم الحديث آداب الحرب إلا في القرن الماضي، كان الإسلام قد جاء بها ونظمها قبل أكثر من أربعة عشر قرناً،أما في الإسلام فكانت هذه الآداب الحربية تطبق ابتداءً حتى ولو لم تكن هناك أية اتفاقات أو معاهدات، ر، ولقد اشتملت وصاياه صلى اللّه عليه وسلم إلى الجيوش على عدد من التوجيهات، منها: العناية بالشيوخ وكبار السن والاهتمام بهم وعدم قتلهم أو التعرض لهم
ففي الحادث ورد قوله صلى اللّه عليه وسلم: "اغزوا باسم اللّه فقاتلوا عدو اللّه وعدوكم.. ولا تقتلوا امرأة ولا صغيراً ضرماً ولا كبيراً فانياً ولا تقطعن شــجرة ولا تعقرن نخلاً ولا تهدموا بيتاً".
 وفي الوقت الذي كان المسن يجد فيه كل تقدير واحترام ورعاية وتوقير من قبل أفراد المجتمع المسلم وبتوجيه من دينه الحنيف وتأكيد من رسوله العظيم صلى اللّه عليه وسلم نجد أن المسن يعيش في حالة متردية في بعض الحضارات الأخرى فها هو إفلاطون مثلاً يرى أن العناية يجب أن توجه إلى أصحاب الأجسام السوية، والعقول القـوية، وأمـا ما عداهم فيهملون ليكون نصيبهم الموت!.

لذلك لا عجب أن نجد الدراسات حول سوء معاملة المسنين في الغرب قد تزايدت مؤخراً، وبدأت تأخذ فصولاً عديدة في القانون، وأصبحت قضاياهم تمثل نسبة مرتفعة من الدعاوى في المحاكم الجزائية، فمع بداية عام 5891م قامت عدة ولايات أمريكية بسن القوانين التي تتعلق بسوء معاملة المسنين واعتبرت المسيء إلى المسنين بالضرب أو منع الطعام بمثابة المخل بالقانون، وهذا أدى بدوره إلى تزايد ظـــاهرة إنشاء مساكن المسنين في عدد من الدول الغـــربية. لاســـتنقاذهم من الإهمال الذي قد يجدونه من أسرهم.