السبت، 18 فبراير 2012


وعن تأثير الهرم على شرايين الجسم...
:يحدث لها في الشيخوخة التاخرة(الهرم)ما يسمى بتصلب الشرايين ما يؤدي إلى ضيق سعتها وبالتالي: قلة كمية الدم التي تجري فيها...
 فضيق الشرايين في القلب.. يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية وإلى جلطة الشرايين وما يؤدي ذلك إلى أخطار صحية كبيرة... كما أن ضيق الشرايين يسبب انحطاطاً بوظائف الأعضاء الأخرى... فضيق شرايين الكلى يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وفشل كلوي، وضيق شرايين المخ يحدث تدهوراً بوظائف المخ تدريجياً وتضعف الذاكرة تدريجياً للأحداث القريبة وتظل قوية للأحداث البعيدة ويفقد الإنسان القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة به.. ويظهر عدم التناسب في سلوكه واضحاً مع رد الفعل المطلوب والمناسب... ويحدث تغير في عواطفه وفي شخصيته ويدخل في حالة العته الشيخوخي ويعيش في الماضي ويرفض التغيير والتكيف مع الحياة الحديثة.

تغيرات في الأنسجة والخلايا والعمليات الحيوية

: تحدث تغيرات على مستوى الخلايا والأنسجة، فيقل إنتاج المواد الفعالة وبعض الإنزيمات داخل الخلايا، لذلك قد تصبح أقل فاعلية أو تقل الاستجابة لها، وقد تتراكم بعض المواد المتحللة الغريبة داخل الخلايا وفي الأنسجة، ومنها مادة بروتينية متحللة Amyloid substance تنتج غالبًا عن إصابة جهاز المناعة بفقدان قدرة التمييز ومهاجمته لخلايا الجسم، وفي النسيج الضام توجد فتيلات مجهرية رابطة Collagen تتشعب مع مرور الزمن، وتزداد تفرعاتها الجانبية فتصبح أكثر قسوة، وتتكسر الفتيلات المرنة Elastin فيفقد النسيج مرونته بالتدريج مثلما يحدث في جدران الأوعية الدموية حالة الإصابة بتصلب الشرايين، وفي النصف الأول من العمر يكون معدل عمليات البناء Anabolism أعلى، أما في النصف الثاني فيقل معدل نشاط العمليات الحيوية Metabolism ويكون معدل الهدم Catabolism أعلى، كما تتجه القدرات البدنية والعقلية في النصف الأول من العمر نحو الزيادة، بينما تتجه في النصف الثاني نحو التدهور والنقص

-  الجهاز التنفسي: تقل الكفاءة Vital capacity حوالي 40% عند 80 بالنسبة لسن 20، وتقدر الكفاءة بقياس أكبر زفير بعد أقصى شهيق.

-  الجهاز الهضمي: ينقص إفراز الهورمونات في الجهاز الهضمي، وينقص إفراز حامض المعدة كما ينقص امتصاص الدهون خاصة، وتزداد نسبة المعاناة من الإمساك نتيجة قلة النشاط وقلة المواد الليفية في الطعام، وربما أيضًا لتساقط الأسنان وما يصاحبه من صعوبة المضغ.

-  الجهاز البولي: تقل كفاءة الإنزيمات الخلوية في الكلية، وتفقد بعض الوحدات الكلوية Nephrones ومن ثم تقل كفاءة الكلية.

- العظام
ففي أثناء الهرم يحدث ما يسمى بتخلخل العظام أو هشاشة العظام فتتناقص كتلة العظام تدريجياً... وتعمل الهرمونات الجنسية في كل من الرجل والمرأة على إنشاء الأنسجة البروتينية في العظام... فإذا أقبلت الشيخوخة قلت تلك الهرمونات... وبالتالي يقل بناء تلك الأنسجة البروتينية في العظام فيحدث تخلخل بالعظام وضعف بها ووهن
ويتناقص كالسيوم في العظام بالتدريج، وهو المادة التي تكسب العظام صلابتها، ولذا تزداد هشاشتها، ويسهل تعرضها للكسر بأقل الصدمات، ويبدأ تناقص الكالسيوم عادة قبيل الأربعين، وتتأثر الإناث أكثر من الذكور خاصة بعد انقطاع الحيض، ويصبح التئام الكسور بطيئًا، وتزداد الشكوى من آلام أسفل الظهر، ويرى البعض أن النقص الزائد للكالسيوم مقدمة لمرض وهن العظام Osteoporosis, وباستعمال الأشعة السينية وجد أن حوالي 40 ـ 50% من حالات الشيخوخة مصابون بتغيرات وهن العظام في الأقدام أكثر من الأيدي، وتنقص مادة العظام كذلك، ويزداد معدل الإصابة بالتهابات المفاصل Arthritis, ونتيجة للتغيرات في نسيج العظام قد يقل سُمك الفقرات فيقل طول الإنسان، وقد يصاب الجسم بتقوس الظهر Kyphosis نتيجة لإصابة الفقرات والضعف العام
كما يحدث ضعف آخر في العظام بسبب تآكل الغضاريف وما يصاحبها من التهاب مزمن بالمفاصل أي: الاعتلال العظمي المفصلي... وتصاب المفاصل الكبرى والصغيرة على سواء كما تصاب مفاصل العمود الفقري... وتآكل الغضاريف كثيراً ما تصاحبه الآلام العضلية أو ما يسمى الآلام العضلية العظمية وهذه حقيقة علمية أن الهيكل العظمي في الجسم جهاز واحد... إذا دب الضعف ببعض العظام أثناء الهرم فإن جميع عظام الجسم يكون قد دب الضعف فيها أيضاً... وقد يصيب الضعف بعض العظام أكثر من عظام أخرى إلا أن الضعف يشمل العظم كله وإن كان بدرجات متفاوتة قليلاً... وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً 
العضلات:
 تزداد نسبة كتلة النسيج الدهني والليفي كلما تقدم العمر، وتقل نسبة كتلة النسيج العضلي خاصة مع قلة الحركة والتمرين، وتبلغ العضلات أوج قوتها عند 20 ـ 25 سنة، وتستمر إلى سن 35 ـ 40 ثم تبدأ في الضعف تدريجيٌّا، ويتناقص عدد الوصلات العصبية العضلية، وتصل العضلات عند سن 65 إلى حوالي 75% من قوتها في العشرينيات،.فالعضلة مكونة من خيوط عضلية كثيرة مثل حزمة من الخيط... كل خيط لا يزيد قطره عن 1.10 مللي متر.... وفي كل خيط نظام دقيق وعجيب من شأنه تقلص العضلة وارتخاؤها بقوة وسهولة... ومع تقدم العمر يضعف ذلك النظام داخل الخيوط العضلية فتتصلب العضلة ويقل حجمها وتتضاءل قوتها الأمر الذي يؤدي إلى حالة الضعف العضلي....


- الجلد والشعر فتقل مرونة الجلد ويضمر ويرتخي ولذلك تتغير ملامح الوجه... كما أن الشعر يجف ويتساقط ويشيب الرأس ففي سورة مريم يقول الله عز وجل يحكي عن النبي زكريا
 قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً (.
لوحظ أن أكثر من ثلث المتجاوزين سن الخامسة والستين يعانون من مشكلات جلدية، مثل الإصابة بالجفاف والالتهابات والفطريات والأورام، وتزداد قابلية الجلد للتأثر بأشعة الشمس المباشرة، ونتيجة للتغيرات في الأنسجة الضامة في الجلد تظهر التجعدات, وقد تظهر بقع داكنة في المناطق المعرضة لأشعة الشمس تسمى بقع الشيخوخة Keratosis وهي تنتج عن تسارع في نشاط الخلايا المنتجة للطبقة القرنية، وفي بعض النسوة قد يظهر تشعر المناطق الذكرية Hirsutism كالشارب والذقن، وتتوقف تدريجيٌّا وظيفة الخلايا الملونة للشعر Melanocytes قبل أن تتوقف بسنوات وظيفة خلايا البصيلات المسؤولة عن إنتاج الشعر Hair follicles, ولذا يتغير لون الشعر، ويصبح أقل سمكًا وغزارة قبل سقوطه نهائيٌّا في بعض المناطق، وينقص نشاط الغدد العرقية والغدد الدهنية المجاورة للشعر، ويصبح الجلد رقيقًا وجافٌّا وتقل مرونته، وتحتاج الجروح إلى وقت أطول لكي تلتئم.

نقرأ في سورة الروم / 54 قول الله عز وجل:
الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير .


أقسام التغيرات الجسمية في مرحلة  الهرم
تقسم الى نوعين.
النوع الأول.. نوع لا تأثير له على صحة الإنسان بدرجة عميقة أي أنه لا يؤدي الى ظهور قصور في أداء الأعضاء المهمة لوظائفها أو حصول حالات فشل الأعضاء وهي تغيرات حتمية لا يخلو إنسان منها مطلقاً كترهل الجلد وبياض الشعر ومشاكل العظام والمفاصل وتأثر حواس الجسم كالسمع والبصر والشم والذوق وربما  الإحساس باللمس.
 والنوع الثاني... هو ضعف يعتري بعض وظائف الأعضاء المهمة لكن من الصعب منع أسبابه أو تنبه الإنسان إلى الوقاية منها أو النظر إليها دون اعتبار بعض الأمور الأخرى. فشرايين الجسم تغدو أكثر صلابة وتفقد شيئاً من مرونتها وهو ما يؤثر على عضلة القلب فتفقد شيئاً من قوتها لملاقاة تغيرات مرونة الشرايين وارتفاع الضغط فيها.
فمثلا ..

. وكل التغيرات كما سيمر معنا، لا تعني حالة مرضية بل لها علاقة بقدرات الإنسان على ممارسة أنشطة الحياة العملية أو الاجتماعية أو الترفيهية. كما أن من المهم ملاحظة أن مدى التأثر بها وتسارع الحصول لها يختلف من إنسان الى آخر فهناك من يعاني منها كثيراً. وهناك من يعاني منها قليلاً ويظل نشطاً واسع الإدراك حاضر الذهن وقادراً على الحكم على الأمور في حكمة وبعد نظر بناء على خبرة طويلة يفتقر إليها من هو أقل منه عمراً
كما انه مع تقدم العمر تحدث تغيرات بيولوجية وفسيولوجية في خلايا الجسم تسبب  الأمراض وتعتبر أمراض لهرم أكثر خطورة لضعف مقاومة الجسم لدى المسن وشدة تأثره وضعفه مما يقلل فرص إجراء جراحات ضرورية لصحته . كما أن ضعف الجسم عموماً يظهر لديه أمراضاً ومشكلات وتغيرات  جسدية
وسوف نتطرق لها بشيء من التفصيل

الأحد، 12 فبراير 2012


الثاني: التغيرات العقلية
, كضعف الذاكرة والنسيان، وخرف الشيخوخة عند البعض
والثالثة: التغيرات النفسية والانفعالية،
و بروز القلق والاكتئاب والملل، وتوهم المرض، وكثرة الشكوى والعناد والشك
والرابع: التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية
وهذا ناتج عن انخفاض دخل المسن بعد التقاعد، مما يؤدي الى عجزه عن تلبية العديد من الحاجات كالعلاج وشراء الأدوية وتزايد الاعباء مع الغلاء
وهذان القسمان متلازمان حيث ترتبط النفسية بالاجتماعية
 ويمضي الجسم الربع الأول من حياته في نمو وزيادة بينما يمضي الأرباع الثلاثة الأخرى في شيخوخة تدريجية ومستمرة،... فليست الشيخوخة معتمدة على العمر فقط وإنما على عوامل أخرى كالوراثة والبيئة والأمراض العضوية التي تصيب الجسم.
التغيرات التى تحدث في مرحلة الهرم..
التغيرات التي تصيب الإنسان في حالة الهرم..,, وهي خمسة,
 التغيرات الجسمية
 وهي نوعان:
أ-مرئية تبرز للعيان مثل: تجعد الجلد وجفافه، وثقل السمع، وضعف في البصر والشم، والحواس بشكل عام، وبطء الحركة، وتغير لون الشعر، وترهل بعض العضلات،
 ب-وغير مرئية: وهذه في الغالب مرضية مثل ارتفاع الضغط والسكر، وضعف العظام، والقبض المزمن .  ومن المهم جداً أن تُفهم التغيرات الطبيعة التي تطرأ على الجسم أثناء مراحل تقدم العمر أسوة بالتغيرات التي تحصل أثناء نمو الجنين أو نمو الطفل أو على النساء في مرحلة الحمل وغيرها من المراحل أو التغيرات التي يمر بها الإنسان

*ومن هنا نلاحظ تداخل مرحلة الهرم مع مرحلة الشيخوخة إذا قبل أ تنتهي هذه تبدأ تلك غالبا وليس للشيخوخة عمر محدد تبدأ وتنتهي عنده .فبعض الأجسام تشيخ وتهرم في عمر مبكر وبعض الأجسام لا تشيخ وتهرم إلا بعد عمر طويل


وفي دراسة طولية أخرى مداها خمس سنوات

قام ( Cumming & Henry, 1961) بدراسة 275 مسنا مودعين في المؤسسات. وقد وجد الباحث نمطا مشتركا لديهم جميعا.
ومع تحلل المسن تدريجياً من مسؤولياته الاجتماعية تقل مكانته وتضعف أدوار الاجتماعية بنفس الدرجة . وحين تكتمل هذه العملية يظهر توازن جديد بين الفرد والمجتمع , وتصبح علاقة المسن بالآخرين من النوع الذي تزيد فيه المسافة النفسية ويقل فيه التفاعل الاجتماعي , وقد اعتبرا هذه العملية , خبرة ايجابية للمسن ما دامت هذه المرحلة من النمو الإنساني تتسم بضعف المدخلات الحسية وزيادة الانطوائية وزيادة القرب من الموت , وعندئذ يصبح نتقص الاستثمار الانفعالي في الناس والأحداث سلوكا تكيفيا.
 ويعرف هذه بنظرية التحرر من الالتزامات للنقد .
كذلك أكدت دراسات كثيرة أن المسنين الذين يستمرون في نشاطهم الاجتماعي أكثر سعادة من الذين ينسحبون من الحياة إلى بيئات مقيدة وتفرض عليهم الانسحاب قد تغيرت لأسباب كثيرة منها التقاعد المبكر والاختياري , وتحسين ظروف الرعاية الصحية , وتطوير تشريعات التأمين الاجتماعي وارتفاع المستويات التعليمية , وقد فتح ذلك كله الأبواب لمزيد من النشاط للمسنين ومما سبق نجد أن من أهم معالم مرحلة الهرم انشغال المسن بحياته الداخلية والخاصة. ويزداد هذا الاهتمام مع التقدم في السن حتى إن بعض الباحثين يعبرون هذا التوجيه المتزايد نحو الداخل Interiorty أو نحو التمركز حول الذات Ego crnterism تغيرا إنمائيا تتسم به هذه المرحلة , وهو أذا زاد كثيراً أصبح من علامات (( الانتكاس في الخلق )) الذي أشار إليه القرآن الكريم , وبالتالي يدفع صاحبه دفعا إلى طور حياته الأخير أي أرذل العمر

وبالطبع إذا حدثت عملية تحرير الفرد من التزاماته الاجتماعية متأنية مع تحرير المجتمع لفرد من هذه المسئوليات وخفض أدواره فيها فإن ذلك قد يؤدي إلى توافق جيد للمسنين , أما إذا قطعت صلات الشخص بالمجتمع قبل الأوان كما يحدث في حالات التقاعد الإجباري المبكر , تنشأ حينئذ مشكلات التوافق , فحدوث هذا التحرر من الالتزام تدريجيا يؤدي في النهاية إلى شعور الفرد بالرفاهية السيكولوجية والرضا عن حياته مهما تقدم به السن . وبالطبع يتطلب ذلك دائما إن يواصل الفرد نشاطه الذي قد يتطلب  تغييرا كميا أو كيفيا أو هما معا فيه. والمهم في جميع الحالات أن ندرك أن توافق المسن حتى يحقق لنفسه هرم ناجح يعتمد على نمط شخصيته والأسلوب طويل الأمد الذي وسم حياته كلها

 وقد توصل بحث آخر قام به
 ( Neugarten, et al., 1968 ) إلى نتائج تتفق جزئيا مع النتائج السابقة, فقد حدد هذا البحث أنماط توافق المسنين في أربعة أنماط للشخصية هي استمرار لما كانت عليه عبر مدى الحياة وتنتقل إلى المسن في مرحلة الشيخوخة والهرم  وهي:
1- النمط المتكامل : وهو أقرب للنمط الناضج السابق فأصحابه يقررون لأنفسهم أنماط نشاطهم وطريقتهم في التوافق , ولديهم نمط شخصية سوى كما يمكنهم إعادة تنظيم أنماط سلوكهم حسب ضرورات المواقف المتغيرة , وبالتالي فهم أكثر المسنين توافقا وقد يكون هؤلاء من ثلاثة أنماط فرعية .
أ- نمط أعادة التنظيم: وهم المسنون ذوو أفضل درجة من التوافق في الحضارة الصناعية المعقدة الحديثة. فهم يعيدون تنظيم حياتهم مع التقدم في السن بحثا عن أنشطة وأدوار جديدة تحل محل القديم والمفقود منها.
ب- النمط المتبأور Focused : وهم الذين يحددون نطاق نشاطهم على الأنشطة التي يستمتعون بها في طور معين فقط .
ج- نمط التحرر من الالتزام : وهم  أولئك الذين اختاروا إراديا البعد عن الأدوار الاجتماعية ولكنهم في نفس الوقت لديهم اهتمام بالعالم المحيط بهم . وهم على درجة من القدرة على توجيه الذات ولديهم تقدير عال لأنفسهم .
2- النمط المسلح أو الدفاعي : وهو أقرب إلى نظرية في البحث السابق . وأصحابه لديهم قدرة كبيرة على التحكم في دوافعهم سعيا لبناء نظام دفاعي قوي ضد قلق الشيخوخة والهرم. ويوجههم دافع الانجاز , ولديهم شعور قوي بالرضا عن حياتهم , ولذلك يظلون على درجة كبيرة من النشاط منكرين أنهم يتقدمون في السن ,
ويوجد نمطان فرعيان من هذه الفئة الأساسية .
أ- النمط الباسط : وهم الذين يواصلون أنشطة طور منتصف العمر , فلا تتغير نظرتهم إلى الحياة أو طبيعة الأعمال التي يقومون بها أو ملابسهم أو طعامهم وغير ذلك من المظاهر التي تدل على أنهم أصغر سنا , وهؤلاء يدركون التقدم في السن تهديدا لتقدير الذات .
ب- النمط القابض: وهؤلاء أكثر من النمو السابق شعورا بقلق كبر السن, ويعانون من مشاكل الخوف من تصنيفهم في فئة المسنين, ولهذا يركزون كل طاقتهم في أن تكون مشاعرهم ومظهرهم ونشاطهم من النوع التي يصدر عمن هم أصغر سنا.
3- النمط الاعتمادي السلبي : وهذا النمط لا يتطابق مع نمط الكرسي الهزاز السابق وصفه . فقد توصلت نتائج نيورجارتن وزملائه إلى نمطين فرعيين فيه وهما /
أ- نمط البحث عن المساعدة ويطابق نمط الكرسي الهزاز , وفيه يعتمد المسن على الآخرين , ويكون مستوى نشاطه بدرجة متوسطة طالما أن هناك منم يوجه ويعاونه في ذلك.
ب- نمط التبلد Apathetic :ويشمل أولئك الذين يعتمدون كلية على الآخرين للقيام بأي مهمة . وهم سلبيون تماما وأدوارهم قليلة للغاية .
وهذا النمط بنوعية يتسم أصحابه بأن درجة رضائهم عن حياتهم متوسطة وهم أيضا على درجة متوسطة من التوافق مع الشيخوخة.
4- النمط غير المتكامل أو المضطرب : وهؤلاء يعانون من نقائص شديدة في نشاطهم النفسي , فتختل وظائفهم العقلية المعرفية كما تضطرب وظائف الأنا لديهم . ومعظمهم يعيش على هامش الحياة الاجتماعية , ويكون أقرب إلى الحالات التي تحتاج إلى الايداع في المؤسسات . وبالطبع فهم أسوأ صور التوافق مع كبر السن  , ودرجة رضائهم عن حياتهم منخفضة , وفي أحسن حالاتها تكون متوسطة .
وهذه الأنماط كما ذكرنا لا تظهر فجأة في مرحلة الشيخوخة التاخرة(الهرم), ولكنها تراكم تتابعي لمخبرات الحياة السابقة.

أنماط التوافق لدى المسنين 


ولتحديد أنماط التوافق لدى المسنين قام (Richard, et al., 1962) بدراسة طولية هامة أجريت على 78 رجلا من الطبقة العاملة امتدت أعمارهم عند بداية البحث بين 55, 84 عاما نصفهم من المتقاعدين تماما ونصفهم الآخر لم يتقاعدوا كلية. وكان الهدف من الدراسة تحديد أثر التقاعد بالإضافة إلى التغيرات في الشخصية مع التقدم في العـمر.
نتيجة الدراسة وجود ثلاثة أنماط أساسية من التوافق الجيد, ونمطين أساسين من التوافق السيئ, بالإضافة إلى عدد من الأنماط الفرعية, وكانت الأنماط الثلاثة للتوافق الجيد هي:1- النمط الناضج Mature ويشمل هؤلاء الأشخاص الذين يتميزون بالواقعية والمرونة واليسر في التعامل مع الذات والآخرين , وهم أكثر الأفراد تحقيقا لما يسمى المسن السعيد .2- نمط الكرسي الهزاز Rocking – Chair ويشمل أولئك الذين يعتمدون على غيرهم ( وخاصة شريك العمر أو أحد الأبناء ) ويتسم الشخص المعين عادة سمة السيطرة في علاقته بالشخص المسن. ويستمتع المسنون من أصحاب هذا النمط بهذه العلاقة الاعتمادية .3- النمط المسلح Armored ويشمل الذين تسيطر عليهم حيلهم الدفاعية ضد القلق, ويظلون قادرين على ممارسة نشاطهم على النحو المعتاد في المجتمع وفي العلاقات الاجتماعية لأسبب دفاعية في جوهرها. أنهم يشغلون أنفسهم كثيرا, يتجهوا بالتفكير إلى أنفسهم في تقدمهم في السن وطالما ظل هؤلاء قادرين على الاستمرار في نشاطهم وإيجابيتهم فإنهم يستطيعون التوافق مع سنوات الشيخوخة.أما النمطان الأساسيان للتوافق السيئ فهما:
1النمط الغاضب Angry وهم الذين يظهرون المرارة والعداوة ويلومون الآخرين على متاعبهم ومصاعبهم, ويوجهون عداوتهم في الأغلب نحو من هم أصغر سنا.2النمط الكاره للذات Self- hater وهو الذي يوجه العداوة نحو نفسه فيشعر بعدم الكفاية ويفقد شعوره بقيمته مما يؤدي به إلى الاكتئاب والانقباض , ويدرك هؤلاء أنفسهم ضحية للظروف السيئة التي تعرضوا لها , وقد يشرعون بكثير من الندم على ما فات وإسرافهم على أنفسهم في الماضي وقد يطلبون الموت تحررا من شعور حاد بالقنوط .