الأحد، 12 فبراير 2012


وفي دراسة طولية أخرى مداها خمس سنوات

قام ( Cumming & Henry, 1961) بدراسة 275 مسنا مودعين في المؤسسات. وقد وجد الباحث نمطا مشتركا لديهم جميعا.
ومع تحلل المسن تدريجياً من مسؤولياته الاجتماعية تقل مكانته وتضعف أدوار الاجتماعية بنفس الدرجة . وحين تكتمل هذه العملية يظهر توازن جديد بين الفرد والمجتمع , وتصبح علاقة المسن بالآخرين من النوع الذي تزيد فيه المسافة النفسية ويقل فيه التفاعل الاجتماعي , وقد اعتبرا هذه العملية , خبرة ايجابية للمسن ما دامت هذه المرحلة من النمو الإنساني تتسم بضعف المدخلات الحسية وزيادة الانطوائية وزيادة القرب من الموت , وعندئذ يصبح نتقص الاستثمار الانفعالي في الناس والأحداث سلوكا تكيفيا.
 ويعرف هذه بنظرية التحرر من الالتزامات للنقد .
كذلك أكدت دراسات كثيرة أن المسنين الذين يستمرون في نشاطهم الاجتماعي أكثر سعادة من الذين ينسحبون من الحياة إلى بيئات مقيدة وتفرض عليهم الانسحاب قد تغيرت لأسباب كثيرة منها التقاعد المبكر والاختياري , وتحسين ظروف الرعاية الصحية , وتطوير تشريعات التأمين الاجتماعي وارتفاع المستويات التعليمية , وقد فتح ذلك كله الأبواب لمزيد من النشاط للمسنين ومما سبق نجد أن من أهم معالم مرحلة الهرم انشغال المسن بحياته الداخلية والخاصة. ويزداد هذا الاهتمام مع التقدم في السن حتى إن بعض الباحثين يعبرون هذا التوجيه المتزايد نحو الداخل Interiorty أو نحو التمركز حول الذات Ego crnterism تغيرا إنمائيا تتسم به هذه المرحلة , وهو أذا زاد كثيراً أصبح من علامات (( الانتكاس في الخلق )) الذي أشار إليه القرآن الكريم , وبالتالي يدفع صاحبه دفعا إلى طور حياته الأخير أي أرذل العمر

وبالطبع إذا حدثت عملية تحرير الفرد من التزاماته الاجتماعية متأنية مع تحرير المجتمع لفرد من هذه المسئوليات وخفض أدواره فيها فإن ذلك قد يؤدي إلى توافق جيد للمسنين , أما إذا قطعت صلات الشخص بالمجتمع قبل الأوان كما يحدث في حالات التقاعد الإجباري المبكر , تنشأ حينئذ مشكلات التوافق , فحدوث هذا التحرر من الالتزام تدريجيا يؤدي في النهاية إلى شعور الفرد بالرفاهية السيكولوجية والرضا عن حياته مهما تقدم به السن . وبالطبع يتطلب ذلك دائما إن يواصل الفرد نشاطه الذي قد يتطلب  تغييرا كميا أو كيفيا أو هما معا فيه. والمهم في جميع الحالات أن ندرك أن توافق المسن حتى يحقق لنفسه هرم ناجح يعتمد على نمط شخصيته والأسلوب طويل الأمد الذي وسم حياته كلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق