الأحد، 29 أبريل 2012

تاثير الشيخوخة على الجانب العقلي

وصف القرآن الهرم بأنه "أَرْذَلِ الْعُمُرِ"، ومن أهم ملامح التدهور إصابة المخ وتناقص المهارات العقلية والكفاءات الذهنية والعلم بالذات والموجودات مما قد يفسر سبب اختيار تلك الوظيفة العليا التي تختص بالتكليف لتبرير الوصف، قال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُمْ مَن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَىْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئً" [1]
قال المفسرون: (الأرذل من كل شيء الرديء منه) ، (ولا يرجى له بعده عود من النقصان إلى الزيادة، ومن الجهل إلى العلم كما يرجى مصير الصبي من الضعف إلى القوة ومن الجهل إلى العلم) .وإن الضعف في العمليات العقلية يصبح بارزا وموثرا في هذه المرحلة وتأتي في مقدمة هذه العلمليات الذكرة التي تضعف بشكل ملاحظ إلى درجة التي قد تفقد التفاعل مع الاخرين فقد ينسى أسماء الاشخاص المحيطين به وينسى الأحداث القريبة جدا مثل الأحداث التي وقعت بالأمس كما يتضح هذا الضعف في عمليات التفكير إذتصبح ضعيفة جدا وقد يدخل في هذاءات متنوعة غالبا ما تدور حول نشاطات قديمة كان يزوالها الشخص في سنوات الماضية كالذي يتخيل انه يزرع أو أن السماء تمطر..وهناك مشكلات ذهنية فكرية وذلك نتيجة لضعف الحواس وضعف الانتباه وعدم القدرة على التركيز ، مما يضعف المدركات بالإضافة إلى ضيق الاهتمام وإلى ضعف الذاكرة وتشتتها وسرعة النسيان مما يجعل الفرد يتمركز بشكل محوري في تفكيره حول شيء مما يبدو شبيهاً بالوسوسة أو الهلوسة كما تقل ساعة النوم أثنا الليل وغالب ما يعني الهرم من الأرق
*وهناك التغيرات العقلية: وأبرزها ضعف الذاكرة والنسيان، خاصة المعلومات الحديثة، إضافة إلى ظهور خرف الشيخوخة لدى البعض ويتمثل ذلك في تكرار الحديث مرات ومرات وعدم التعرف على الأبناء والأقارب، كما تضعف القدرة على الإدراك والتعلم.وهذا الضعف سواء في الذاكرة أو في عمليات التفكير قد لا يبدوا واضحا في جميع الأوقات أو بالنسبة لكل الأحداث وهذا ما يجعل المحيطين بالهرم في حيرة من أمرهم فأحيانا يرونه بكامل قواه العقلية وأحيانا خلاف ذلك وهذا أمر طبيعي نظرا لاختلاف متطلبات العمليات العقلية المختلفة وللتأثر بالعوامل المختلفة كالإرهاق أو ارتفاع الضغط أو سكر الدم وغيرها من العوامل
 .   قال تعالى :( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج


[1] [النحل:70].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق