الأحد، 29 أبريل 2012


الاستعداد للاخرة

أولا......... ماذا يجني الهرم من طول عمرة؟؟
1- أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم دعا لبعض أصحابه بطول العمر، ولو كان طول العمر شراً للمؤمن أو سوءاً ما دعا به صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه ولما شرع لأمته من بعده أن تدعو به،  2-دلّنا الرسول صلى اللّه عليه وسلم إلى بعض الأعمال الفاضلة التي بسببها يطول عمر الإنسان، ومن ذلك: بر الوالدين، وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وتقوى اللّه.
 ولقد فسر بعض العلماء رحمهم اللّه زيادة العمر بأنها البركة في العمر، وبعضهم أوَّلَها بالذكر الحسن بعد وفاة الإنسان فلا يضمحل ذكره في الدنيا سريعاً، وبعضهم قال: إن الزيادة في العمر هي الذرية الصالحة يدعون له من بعده وقيل إن المقصود نفي الآفات، والزيادة في الأفهام والعقول، كما قيل إن المقصود بزيادة العمر: السعة في الرزق والزيادة فيه.
 والذي يترجح أن زيادة العمر الواردة في الآثار السالفة هي زيادة في العمر على حقيقتها إذا عمل الإنسان لذلك وقام بالأسباب التي تزيد في العمر والمذكورة في الآثار السابقة
ثانيا ....هل يهرم المسلم
هناك من المفسرين من ذكر أن بعض المؤمنين يستثنون من حالة الرد إلى أرذل العمر. قال القرطبي رحمه الله: "إن هذا لا يكون للمؤمن - يعني الخرف والرد إلى أرذل العمر -، لأن المؤمن لا ينزع عنه علمه"، وورد عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: "ليس هذا في المسلمين لأن المسلم لا يزداد في طول العمر والبقاء إلا كرامة عند الله وعقلاً ومعرفة"، كما نقل عن عكرمة قوله: "من قرأ القرآن - أي حفظه - لم يرد إلى أرذل العمر حتى لا يعلم بعد علم شيئاً"، وقال طاووس: "إن العالم لا يخرف"، وذكر السيوطي عن عبدالملك ابن عمير أنه قال: "كان يقال: إن أبقى الناس عقولاً قراء القرآن"، كما ذكر ابن أبي الدنيا عن الشعبي أنه قال: "من قرأ القرآن لم يخرف".
وقال الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسير الآية السابقة: "وقال بعض العلماء: إن العلماء العاملين لا ينالهم هذا الخرف، وضياع العلم والعقل من شدة الكبر، ويستروح لهذا المعنى من بعض التفسيرات في قوله تعالى:
ثم رددناه أسفل سافلين 5 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6 صلى الله عليه وسلم التين: 5، 6} وأن الاستثناء في قوله تعالى: إلا الذين آمنوا يدل على أنهم لا يصلون إلى حالة الخرف وأرذل العمر، ولأن المؤمن مهما طال عمره فهو في طاعة وفي ذكر الله، فهو كامل العقل، وقد تواتر عند العامة والخاصة أن حافظ كتاب الله المداوم على تلاوته لا يصاب بالخرف ولا بالهذيان"، ثم استرسل في ذكر بعض الشواهد الواقعية التي شاهدها بنفسه وتدل على صدق وما ذهب إليه من أن حافظ كتاب الله المداوم على تلاوته لا يصاب بخرف الشخوخة، وهذا القول ليس بجديد، ولم يقل به الشنقيطي فقط، بل قال به عدد من أئمة الأمة وعلمائها، ومنهم: ابن عباس، وعكرمة وقتادة، وعطاء، وابن جرير الطبري.
**وعدم الرد إلى أرذل العمر قد يكون بسبب أن غالب المسلمين لا تبلغ أعمارهم أكثر من السبعين وفق الحديث السابق، كما قد تكون بسبب ما ذكره العلماء والمفسرون وشراح الأحاديث
لا يصل إلى مرحلة الهرم من المسلمين إلا القليل:
ومن المعلوم والمقرر عند علماء الإسلام أن غالب المسلمين لا يصلون إلى مرحلة الهرم التي تحدث فيها هذه التغيرات المتعددة التي سبق ذكرها، وما يصاحبها من تدهور صحي، وبدني، واجتماعي، ونفسي، واقتصادي. والقليل من المسلمين هم الذين قد يصلون إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمر، ذلك أن أعمار المسلمين غالباً بين الستين إلى السبعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك" وهذه المرحلة كما ذكر في تعريفها، أنها تبدأ بعد السبعين
وغالبا أن المسلم الملتزم بدينه في حياته لا يتعرض لمرحلة أرذل العمر ولله الحمد في
.
ثالثا الاستعداد للآخرة

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : أخذ رسول الله بمنكبي فقال : « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ».

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. [رواه البخاري].
وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنا ومسكنا، فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر: يهيء جهازه للرحيل، قال تعالى:{ يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار } [غافر:39].

واخرج ابن ماجة عن عمر قال سئل رسول الله rأي المؤمنين أكيس قال (أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس )
فعلى المسلم أن يترك طول الأمل والاغترار بالدنيا وهو داء عضال يورث الكسل عن الطاعة والتسويف بالتوبة والرغبة في الدنيا والنسيان للآخرة والقسوة في القلب لأن رقته وصفاءه إنما يقع بذكر الموت والقبر والثواب والعقاب
*ومرحلة الاستعداد للآخرة لا تأتي فجئه بل  تبدأ مع بداية الإنسان ودخوله سن التكليف فعلى المسلم أن يبتدر بالأعمال الصالحة من صغره وأن لايسوف أو يعجز فإن الأعمال تستمر مع أصحابها وقد  أثبتت الدراسات إن الأعمال التي  يمارسها الإنسان  في شبابه باستمرار  وتعودها وأحبها يصعب عليه حين الكبر الانفكاك عنها أو تركها وقد يعملها حتى وان كان فاقد للوعي وهذا ما يحتاجه الهرم حين يفقد ذاكرته إن يأخذ في تلك الأعمال الصالحة ويترنم بتلك الأذكار أو أن يقرأ  القران كما كان حال صحته وشبابه  كما علية أن يبادر إلى أعمال صالحة تبقى بعد موته ويصله ثوابها وقد قال  صلى الله علية وسلم( سبع يجري للعبد أجرهن و هو في قبره بعد موته : من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته
( البزار سمويه ) عن أنس[1]
كما إن عليه التوبة
ما من مخلوق إلا وقدر الله عليه أن يرتكب إثماً ويقترف خطأ، وما من مخلوق إلا وقدر أمر بالتوبة إلى الله، والرجوع عما اقترفه من الآثام، والاستغفار منها، والإنابة إلى الله سبحانه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول اللهe : " كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين"، وقد حث الإسلام على التوبة، قال تعالى: ]إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
الاستمرار على الأعمال الصالحة
فإن كان الإنسان ممن امتن الله عليهم بالأعمال الصالحة فعلية إن يستمر فيها ويتمسك بها وقد قيل الاعمل بآخرة والعمل بخواتيمه  لعل الله إن يختم له بعمل صالح يقبضه عليه كما جاء عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عليكم ألا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بما يختم له فإن العامل يعمل زمانا من عمره - أو برهة من دهره - بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة ثم يتحول فيعمل بعمل سيئ وإن العبد ليعمل زمانا من عمره بعمل سيئ لو مات عليه لدخل النار ثم يتحول فيعمل بعمل صالح وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ) قالوا : يارسول الله وكيف يستعمله ؟ قال : ( يوفقه بعمل صالح ثم يقبضه عليه[2] )
كما أن علية  أداء حقوق
حقوق الله تعالى وذلك  بالمحافظة على الفرائض والنوافل و الإكثار من الاستغفار ودوام ذكر الله عز وجل بالأدعية المأثورة عن الرسولe
 حقوق العباد ورد المظالم وطلب العفو والصفح على ما بدر من تقصير أو خطاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال ( أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان

وان يحرص على الإنفاق في سبيل الله وبذل المال أخرج البيزار عن أبي هريرة قال :جاء رجل إلى النبي r فقال :يا رسول الله ! مالي لاأحب الموت .؟ قال الك مال؟ قال نعم ,قال قدمه فإن قلب المؤمن مع ماله إن قدمه أحب أن يلحق به,وإن أخره أحب أن يتاخر معه
ويجب على الهرم أن يشغل فراغه بفقه الشرع والعمل به قدر جهده ويجب على الهرمين  أن يكونوا قدوة حسنة لأولادهم وأحفادهم في كل شيء من مناحي الحياة ولاسيما في علاقتهم بالله جل شأنه كما علية أن يستدرك مافاته من عمرة و خصوص  إن كان من أهل التقصير                                                                                                                                                                               
ونلاحظ أن هناك بعض الهرمين ممن ينشغل بطلب العلاج والدواء لما حل به ويتكلف ذلك وينسى الاتكال على الله وطلب العون منه فيأخذ ذلك منه جل وقته وينسى في معمعة هذا البحث رحلة التي قد دنت فلا يتجهز لها بما يلزمها
وعلى جانب أخرى نرى هرمين يجهدون أنفسهم في الطاعات في أمور قد رخص الله لهم فيها لكنهم يبذلون من المشقة ما قد يوصلهم حد التلف والله سبحانه لا يريد أن يشق على عباده بل جعل دينه يسرا وسهوله
حسن الظن بالله
عن ثابت عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك ؟ قال والله ! يا رسول الله ! إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف)[3] فعلى المسلم أن يثق في الله وفي كرمه وانه ارحم بعباده من الوالدة بوالدها وأن ما عنده خير لعباده وأبقى



[1] قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 3602 في صحيح الجامع
[2] قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح على شرط الشيخين

[3] قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق