الأحد، 29 أبريل 2012

هضم حق الهرم الاجتماعي

وأصيبت المجتمعات المعاصرة بمرض اجتماعي ترك أثره على الهرمين، وهذا المرض يكمن في تفكك الروابط العائلية وتفرق أفراد الأسرة لأسباب متعددة كظروف العمل أو وهن الوازع الديني والخلقي وضعفه، وهذا التغير كان له أكبر الأثر السلبي على حياة الهرمين الذين يعانون الوحدة والفراغ، أو يعانون في بيوت العجزة ودور المسنين، وهذه جريمة في حق المجتمع وفي حق بعض الأفراد الذين قدموا جهوداً وأعمالاً كثيرة، فلا يكون جزاؤهم العيش بمفردهم يجترون آلامهم وأحزانهم بعيداً عن أبنائهم وأسرهم.
إن الهرم يعاني من توقف  لنشاطاته وانتهاء لحياة العمل والإنتاج، فمنهم من يحس بأن المجتمع لم يعد في حاجة إليه وأنه أصبح عبئاً ثقيلاً عليه، ويؤدي الفراغ الممل وعدم القدرة على العمل تدفعة إلى تمضية الوقت دون هدف سوى قضاء بقية حياتهم منعزلين عن النشاط الإنساني والاجتماعي. وغالباً ما يعجز الهرم عن مزاولة هواياته التي اعتاد مزاولتها في شبابه، بسبب تدهور حالته الصحية وابتعاد أصدقائه بسبب المرض أو الموت، وهذا يزيد من شعوره بالفراغ والملل والضيق.
وفي المجتمعات الصناعية يضطر الهرم إلى العيش وحيداً وبعيداً عن المجتمع، بسبب عدم تكيفه الفكري مع ظروف البيئة وإكثاره من التحدث عن الماضي والأيام الغابرة، ومع مرور الوقت تقل القدرة على التحكم العاطفي والسلوك الانفعالي، وقد تصل إلى درجة النكوص العاطفي الى ما كانت عليه في زمن الطفولة، فنجد الهرم سريع الغضب والبكاء لأتفه الأسباب
وقد يصل به العناء الانفعالي إلى درجة الامتناع عن الطعام وإلحاق الضرر بنفسه، وأحياناً يؤدي التدهور في القدرات العقلية وضعف التحفظ في السلوك الاجتماعي إلى تصرفات غير مسؤولة: «هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمى ولعلكم تعقلون» [1]، «والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير». [2]


[1] سورة غافر67

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق