الأحد، 29 أبريل 2012


متطلبات رعاية الكبار
عن أنس بن مالك مرفوعاً قال ( المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل حسنة كتب لوالده أو لوالديه ، وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث جرى عليه القلم ، وأمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يشددا . فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمنه الله من البلايا الثلاث الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ الخمسين خفف الله من حسابه ، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب ، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين كتب الله له حسناته وتجاوز عن سيئاته ، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وشفعه في أهل بيته ، وكان أسير الله في أرضه ، فإذا بلغ أرذل العمر كي لا يعلم بعد علم شيئاً كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه )[1]) وفي الحديث  أن رجلاً قال يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال " من طال عمره وحسن عمله " قال فأي الناس شر ؟ قال من طال عمره وساء عمله "
أن الإسلام يقر التغيرات التي تحدث في مرحلة الهرم مما تناوله علماء الاجتماع، والنفس، والطب بالتفصيل، وهذا ظاهر في قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير( [2]
ولكنه في الوقت نفسه رتب بعض الأمور والخطوات العملية التي يمارسها المسلم، وتعين على اجتياز هذه المرحلة بسلام، وإن كانت لن تخلو من العنت والصعوبة، ولكنه مرور بأقل درجة من العنت
فلقد حرص الإسلام على هذه المرحلة وجعلها محطة تكريم وعناية خاصة وأوصى بأهلها بمزيد رعاية، واحترام وتوقير. ذلك أن صاحبها يتصف بالضعف وحاجته إلى الآخرين لخدمته والقيام بشؤونه الدنيوية، فهي مرحلة عصيبة ولا عجب أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم تعوذ منها


[1] (رواه أبو يعلي في مسنده
[2] 54 ) الروم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق